الاثنين، ديسمبر 13، 2010

مراسلات ليلى الجزائرية مع مغترب - الرسالة الثالثة


الرسالة الثالثة
05-10-95
إلى من هو عنوان رسالتي السيد المغترب.
تحية عطرة معطرة برائحة الورد، والزهور اليّ تفوح عطراً وعبقاً، أرفعها من صميم قلبي، راجية من الله دوام الصحة والسعادة.
ألحَّ عليَّ قلمي بالإمساك به للكتابة على هذه الورقة البيضاء الصماء، ولكنه حائر ماذا يكتب، وماذا يضيف ،وماذا يقول؛ لا ادري ربما يعجز عن الكلام والوصف، وعلى كل الأحوال أشكره لأنه قد عبر ولو بجزء صغير عما يريد لفظه لساني.
أما بعد:
أخي العزيز المغترب: لا أعرف كيف اصف لك حالتي بعد وصول رسالتك. المهم شكراً جزيلاً على قبولك صداقتي ومؤاخاتي. ولكي تتعرف كثيراً على أختك وصديقتك ليلى، فاليك كما طلبت، نبذة عما يحيط بها، والباقي ستكتشفه أنت عبر رسائل مقبلة إن شاء الله.
ليلي طالبة في كلية الهندسة للاعلام الألي، تحب المسيقى الهادئة، وكل كلمة وقصيدة رائعة، سواء باللغة العربية او الفرنسية، وهي بذلك تحب الادب كهواية رغم ميولها للمواد العلمية، في هذه الايام تباشر في دراسة اللغة الانجليزية لانها دون المستوى؛ هادئة الطبع وفي نفس الوقت خفيفة الروح حيالة كل شيء جميل، صريحة تطمع في ان تجد نفسها في أحضان جو هادئ يسوده التفاهم والوئام، والصفاء الروحي والثقة. في الحقيقة ليلى تريد ان تعيش في جو بعيد عما تعيشه الأن من خيانة وقتل ورعب. فهمها الوحيد هو إصلاح هذا الوضع الذي سيظل هكذا كما أظن، فهي لا تريد أن تر إعوجاجاً في وقر بلدها، لا تريد أن تر الضياع، وهي بذلك تعمل المستحيل لتوفر لنفسها جوّا يلائم أحلامها؛ تعمل من أفكارها أعمال تطبيقية لا نظرية، تريد ان تبحث لنفسها عن نفس تلائم نفسها ولا يهمها تفكيرها بقدر ما يهمها قلبها، بنفس حنونة واثقة وتجد فيها الثقة وتعلمها الثقة.
هذا كلة عني أنا، اما عن عائلتي فهي متكونة من الأم وثلاثة إخوة وخمس أخوات ، الكل متزوج ما عدا أخي واختي الصغيرة وطبعا أنا، الاب متوفي منذ سبع سنوات.
أخي العزيز الغترب: في المرة السالفة طرحت عليّ سؤال وكان كالأتي: كيف نتوصل إلى الحنان؟؟ ... أرجو الاجابة يا يها الأنسان!!، وهاهو الأنسان يجيبك بمايلي: الحنان هو شيء معنوي وهو بذلك إحساس وشعور يتولد عن مجموعة من الصفات، فيكون من بينها الحب، والشوفقة، والعطف، وهو إما ان يكون مكتسب أو وراثي، فالحنان ليس له مقر و وقر، فهو موجود في أي جهة تتجه اليها؛ المهم هو حبك للحصول عليه بالنية والأخلاص ثم التقرب للشخص الذي حتى وإن تجهلة، فهو شعور صادق غير مسبوق.
فكيف تقفز في الاحضان وبعضهم يعدم القلوب البيضاء
وذا جردوك من اللسان فما عليك الإ بالاصغاء
ولماذا تبحث في الديوان وهو محبب في الغناء
وحتى وإن بحثت في الدكان فقد تتنكر للبقاء
وإن قلدت الشارع والميدان فأعلم بأن التقليد مضاء
ويجيبك هذا الأنسان بإن الحنان مصدره الصفاء!!
هذه ببساطة نظرة موجزة عن معنى الحنان، فهو قد يأتي من كل منبع عفيف صافي. واتمنى أن تجيبني عنه في الرسالة القادمة.
أما سؤالي: ماهي الجوانب التي تبحث عنها في نفس أخرى تلائم نفسك؟؟
أخي العزيز الغترب: أرجو انني لم أثقل عليك بجريدتي، كما أرجو بإن أحضى بصداقتك واخوتك دائماً، واكون عند حسن ظنك، وأن نتناقش على كل شيء، واعتذر عما أرتكبته  من خطاء سواء في التعبير او التفكير فشعاري هو التعلم وقبول النقد، طبعاً لأنك صديقي!!.
وأخيرا تقبل تحياتي إليك وإلى كل من يقترب منك وشكراً.
صديقتك وأختك ليلى

الرد على الرسالة الثالثة 
21/10/95
الآنسة ليلى الغالية.
تحية عطرة معطرة بروائح الورد والزهور، تحية إخلاص ومحبة، تحية أزفها عبر هذه سطور، راجياً من المولى عز وجل، ان تصلك وانت في تمام من الصحة، و وافر من السعادة والأطمئنان، والصفاء النفسي، وهدوء البال.
ما بعد:
لقد تشرفت برسالتك اللطيفة، وسرني ماجاء فيها من جميل الكلام، ولطف التعبير والإنشاء. واشرك على كل حرف كتبتيه.
أختي الغالية ليلى:  لقد طرحتي عليّ في رسالتك سؤالين، الأول قد أجتني أنت عليه، وهو كيف نتوصل للحنان، واجابتي لا تختلف عن اجابتك بشيء، بإن الحنان مصدرة الصفاء والسكينة، والأطمئنان، واقول لك عندك شعور مرهف ومسيقى شعرية جميلة جداً، بخصوص الابيات التي كتبتيها إجابة على الموضوع.
اما السؤال الثاني: ماهي الجوانب التي تبحث عنها في نفس أخرى تلائم نفسك؟
هذا السؤال يحيرني    أما الأجابة فتجذبني
أ لِلسؤال يمر مرني   أم  للأجابة تفرفرني
حيران من ينقضني!!     فلحالتين لا تسعفني
هذا السؤال حساس للغاية ومن الصعب الأجابة عليه ببضعة سطور. أما بشكل عام، استطيع ان اقسمة او اصنفة الى حالتين أو من جانبين، خَلقية وخُلقية فكل واحدة متممة للأخرى.
الخَلقية: أهمها الجمال والمنظر الحسن، وما يتبعة من صفات ظاهرة تجلب السرور لناظرها.
الخُلقية: الفطنة والذكاء والمرح، وخفة الروح والأنسجام.
هذا بشكل عام واجمالي، مايترتب على ذلك من حسن التصرف، وقبول الطباع النفسية من كل الجانبين. واحيل السؤال اليك وما وجة نظرك فيه.
اما سؤالي: ماهي الاشياء المحببة إلى نفسك، من جميع النواحي، وماهي الاشياء تبغضيها، وكيف يمكن التوصل إلى تجنبها؟
أرجو انني لم اطيل عليك برسالتي هذه، وللعلم أخبرك انني أحب الرسائل الطويلة ذات الشروح الوافية، فاذا كان عندك كثير من الوقت، فأكتبي لي رسالة طويلة، وكل ما يخطر على بالك، فأنا على أستعداد أن اجيبك على كل ما تريدي من ستفسارات واسئلة واقتراحات.
أختي الغالية ليلى: اذا كان بالإمكان ان ترسلي لي صورتك اذا لم يكن هناك مانع، وان تحدثيني عن نفسك.
أكرر شكري لك على رسالتك الطيفة، مع خالص تحياتي ودعائي لك بالتوفيق والنجاح والمستقبل الزاهر، مع أجمل سلامي لك و إلى جميع أفراد أسرتك الكريمة وتقبلي وافر الاحترام وشكراً.
صديقك المغترب
ترقبوا الرسالة الرابعة في الايام القادمة


أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية) - الفصل السابع


أبو بدران يبحث عن الآمان )رواية( - الفصل السابع
الفصل السابع
7
في معترك الحياة
قرر أن يدخل معترك الحياة ، وأن يواجه الصعاب والعقبات ، مهما كلفه ذلك ، وهل يكلفه أكثر من حياته كلها ، هي حياة واحدة لا أكثر ، أو هي الكابوس الحقيقي على مشارف الجنون ، أو هي الجنون نفسه ، أليس المجانين أولاد ناس؟! .
وهكذا تمضي بابي بدران الحياة كغيره من البشر الأشقياء ، الذين عانوا من عناء الدنيا التي كتبت عليهم ، يضع نفسه موضعها من الحياة ، يحاول أن يواجهها بالشجاعة والصبر ، لكن تخر قواه ، وتضعف حيلته ، أمام الواقع المشئوم الذي لا يقدر على تحمله ، فينادي مستغيثاً :
مأسي ليس لها حدود
نبني  لها  السدود
تفيض علينا بجود
لكن لا أحد يسمع نداه ، ولا أحد يستجيب له ، يقف وحده  يواجه الدنيا ومشاكلها ، لا من مساعدٍ ولا من مواسٍ .الناس أصبح لا عهد لهم ولا وفاء ، ليس لهم اخاً أو قريب أو حميم ، عندما تصيبك مصيبة أو يحدث لك طارئ ما ، أو تحتاج لهم في شئ ، تبدؤ الحقيقة وتتعرى أواصر الود ، وتبدأ المعاذير في الظهور ، حتي أصبح الأنسان مصاب بالأمراض العصبية.
هكذا أبو بدران يتذمر من الحياة ويندب حظه الشقي ، إذ أن الناس ذا أشكال واختافات في الأراء والأفكار ، منهم المتفأل الناظر إلى الدنيا نظرة سعادة وسرور ، ومنهم المتشائم الناظر اليها بالنظرة السلبية ، والكل له وجة نظره الخاصة ، ومعياره الخاص الذي يقيس به الأشياء والأشخاص الذين يحيطون به ، وكم من نظرات سريعة ذات طابع متفائل أزاحت بصاحبها إلى الهاوية من حيث لا يدري ، وكم من نظرة متفائلة جلبت إلى صاحبها الشقاء والهموم تتراكم عليه وهو في غناء عنها .
اما أبو بدران فهو من الذين دائماً ينظرون إلى الدنيا بنظرة المتشائم ، ومن الذين يتذمرون من الدنيا ومشاكلها ، فغلب عليه هذا الطابع ، حتى سماه صديقه البسّام الضاحك ، بالشاكي الباكي ، يقول ابو بدران :<< أحزان عمري تتجمع علي ، أحاول الفرار منها ، تلاحقني فلا تتركني ، أبكي فابكي فازداد حزناً ، الحظ السئ صنع مني فتىً جلداً وعلمني التعود على الشدائد >> .
نهاية الفصل السابع


السبت، نوفمبر 20، 2010

مراسلات ليلى الجزائرية مع مغترب - الرسالة الثانية

الرسالة الثانية
12-07-95
إلى من هو عنوان رسالتي
السيد : المغترب
الحمد لله .... والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد صلى الله علية وسلم .... اولاً أود ان أسالك بماذا  أبدأ؟؟ أو كيف أبداء؟؟؟ وبماذا أخاطبك عبر هذه الاحرف التي مهما وضعتها لك ساكون عاجزة عن تقديمها .
في الحقيقة لا اعرف ماذا سأكتب لك في هذه الرسالة ، فرسالتك وصلت منذ حوالي شهر ونصف ولكن لم اكون موجودة في المنزللتفرغي بدراستي بمدينة وهران . وعند وصولي هذا الاسبوع لم تسعني الدنيا من الفرحة فلقد تشرفت كثير بهذه الرسالة لصداقتها، وارجو من المولى عز وجل ان تكون مبنية على الخير والصراحة.
صديقي المغترب: إن رسالتك جاءت مختصرة وازداد خجلي حينما لم استطع الرد ، كما أنك لم تذكر اي شي عنك وهذا ما زاد الطين بلة ، وكثر خوفي ، ولكن في الأخير أردت ان أكون فضولية قليلاً واقتحم جدار الصمت وليكن ما يكون .
صديقي المغترب: في رسالتك ذكرت بأنني كتبت لاني في مرحلة احتاج فيها إلى صديق ولم تفهم قصدي . وفي الحقيقة انا وحيدة في هذه الدنيا بقلبي وعقلي وبكل شيء هو ملكي فليس لي صديق على الاطلاق . اقضي وقتي في ايام الدراسة من الجامعة إلى الاقامة الجامعية ما عدا يوم الخميس اتنزة انا وصديقاتي في الجامعة في ارجاء مدينة وهران . اما ايام العطلة فاقضي ايامي في البيت بين مشاهدة التلفزيون وقراءة الكتب ، وهذا باختصار حياتي اليومية .
اما عن المشكلة التي تتحدث عنها ، فليس لي مشكلة والحمد لله حتى في دراستي فقد انتقلت في هذا الشهر إلى السنة الثانية إعلام آلي رغم صعوبة هذه السنة . كما أن عائلتي تعاملني جيداً ، لكن يبقي الثغر مفتوح وهو انني فعلاً ابحث عن صديق أتبادل معه الأراء والقضايا ويساعدني واساعدة في حل مشاكله و .....
صديقي: لقد وضحت لك بعض نقاط حياتي وارجو أن لا أكون قد أثقلت عليك بجريدتي هذه ، كما أتمنى أنني أبقى صديقتك للأبد لأنني اريد ان أتعلم الكثير الكثير ، وأرجو أن لاتنزعج من تعبيري وخطي فأنا لا اجيد التعبير ولا الكتابة .
وشكراً لك الف مرة على قراءتك هذه الرسالة ، ولارد لك جزء من  وقتك لكتابة الرسالة السابقة . كما الفت انتباهك بأنني في عطلة لمدة ثلاث أشهر وهذا لغاية شهر أكتوبر، واتمنى أن يكون ردك سريعاً لا أنني أنتظر الرد بفارغ الصبر .
وفي الاخير تحياتي إليك والى كل من ترتاح إليه نفسك .
ملاحظة : صديقي أريد ان تضع في كل رسالة أسئلة منك نجيب عليها بصراحة ولتكن منك البداية،  وهذا ان شئت وقبلت صداقتي ، وكما أرجو المعذرة على انني ابتهلت اسمك بدون لقب.
صديقتك ليلى الجزائرية

الرد على الرسالة الثانية 
الآنسة ليلى الجزائرية الغالية.
تحية طيبة واشواق حارة أزفها عير سطور هذه الرسالة راجياً من الله تعالى ان تصلك وانت في تمام الصحة والعافية وموفقة في جميع امور حياتك.
وبعد:
لقد تشرفت برسالتك اللطيفة وسرني ماجاء فيها من معان الحسن وجمال التعبير واللفظ البديع . واشرك على جميع ما جاء فيها، الآن أضع رسالتك امامي واجيبك على جميع الاستفسارات التي وردت فيها.
أختي الغالية ليلى، أولاً: استميح حضرتك العذر في التأخير عليك بالرد لظروف فوق ارادتي ، لقد تشرفت برسالتك منذ حوالي ثلاث اسابيع ولكنني لم استطيع الرد في ذلك الوقت ، ولكني لم انساك ولم انس الرد على رسالتك ، وهذا الرد ، ارجو أن يصلك وانت في تمام الصحة والعافية.
ثانياً: بالنسبة لسؤالك عني اليك مختصر بالتعريف عن نفسي: أنا شاب عربي مغترب ، أدرس واعمل في نفس الوقت وسأتخرج هذا لعام ، واعمل في شركة للمثلجات، احب الهدوء والترتيب، واهتم بالثقافة والادب، لي كتابات في مجال القصة القصيرة والخاطر والمقالة، أكتب في اوراق متناثرة ودفاتر متفرقة ومتعددة احتفظ بها جميعاً ولكني لم اجد الوقت الازم لجمها وترتيبها، على الاغلب أكتب الشعر، اكتب باكثر من لغة، القليل من كتاباتي قد نشرفي بعض الصحف والمجلات ، نشرت بعض القصائد في كتاب مع بعض الادباء . في الرسائل القادمة سوف تكتشفي الكثير عني ، هذا إذا دامت بيننا المراسلة. الحالة الاجتماعية أعزب أبحث عن عن نفس تلائم نفسي، أبحث عن الحنان الذي هو الآن في هذا العصر مفقود، أبحث عن من يشاركني في اموري الشخصية وافتح له قلبي باخلاص وحنان، هذا مختصر عني أرجو ان لا أطيل عليك في السرد.
أما بالنسبة لسؤالك الاخير أن نضع الاسئلة ونتبادلها بالاجابة عليها، وكما طلبتي ساكتب لك السؤال وانتظر منط الجواب وانا ساجيبك علية في الرسالة القادمة مع اجابتي على سؤالك ايضاً الذي ستطرحينه.
السؤال:
كيف نتوصل الى الحنان
بالقفز في الاحضان
أم بالصمت أو السان
بفصيح الكلام والبيان
أو بالبحث في الديوان
أو عند البقال في الدكان
أو في الشارع والميدان
أو عند صاحب الرأى أو الجيران
أرجو الاجابة أيها الانسان!!.
أختي الفاضلة: أرجو ان لا أكون قد أطلت عليك بهذا السؤال فهو عبارة عن قصيدة مختصرة الكلمات طويلة الدلالات.
أختي الفاضلة أرجو أن تعرفيني بنفسك في الرسائل القادمة والى القاء برسالة من طرفك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أخوك وصديقك المغترب
11/9/95

ترقبوا الرسالة الثالثة في الايام القادمة

أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية) - الفصل السادس

أبو بدران يبحث عن الآمان )رواية( - الفصل السادس
الفصل السادس
6
اعترافات طالب علم
تظهر من عينيه نظرات الغضب ، إلى كل من يجاوره على طاولة الدراسة ، عندما يتهامس الذين يحيطون به أو الذين يشاركونه الجلوس عليها ، هذه الهمسات تدخل مخيلته من باب النشاز والعواء والأنين ، تنعكس في داخله ، تنقسم بهجتة وسط سطور الكتاب الذي أمامه ، تظهر على عينيه نظرات الغضب تتصاعد لتزعج  كل من يجاوره ، يكرس نفسه شهوراً طويلة عديمة الجدوى من العذاب ، عندما يكتشف نفسه في الأمتحان انه لم يكن يفهم شئ ، يجتهد إجتهاداً شديداً ، ولكن من المؤسف أن ذلك لم يدم طويلاً فينخفض إنخفاضاً مباغت .
يقول  : << أنا لا أعرف نفسي حق المعرفة ، تراخ في مجهودي ، إستهتار بمظهري وملبسي >> .
عندما يأتيه طالب علم جديد لا يعرف النظام ، ويستهزئ به ، يتفاخر ذلك الجديد بنفسه ، يصمت ثم قول في نفسه : << أنا وأنت والزمن ، سيعلم من سيصمد ومن سيفشل >> .
مخاوف وأفكار معذبة ، متناثرة ، شعور بالخوف ، إحساس بالفشل والخزي والعار ، كان في حالة إحباط تام .
يقول : << كنت ضمن االتلأميذ ألأوائل في الفصل ، وظل الأمر كذلك حتى بدأت تلك المشاكل التي لا بد منها ، وان طال الزمن ، أن يخوضها كل من يريد أن يصبح رجلاً >> . 
يتابع حديثة فيقول : << كيف أعود إلى بلادي ، إلى بيتي ، إلى أهلي بدون نتيجة ، ماذا سيقال عني ، ماذا يمكن أن يحدث ؟ ..احياناً أحاول أن أبعد تلك الأفكار وشبحها  من رأسي ، احاول أن اخفف من إزدحامها في دماغي ، ان أفارق إثارتها أن ابتسم أن أبدؤ مرحاً >> .
حتى يبلغ تلك النتيجة المنشوة عليه أن يكون هادئ المزاج ، أن لا يعاني من التوتر ، أن يقوم بجولات ترفيهيه ، ولكن ان قام ببجولة في وقت من الفراغ ، أحس بتأنيب الضمير ، يعاني من وقت إلى آخر بتوتر خاص وبدوار يعاوده في رأسه ، لا يدع له أي راحة ، هناك في نفسه  خفقان سريع لايستقر على حال ، ينبوع ينفجر من امامه من الهموم ، طاقة جامحة ، رغبات طبيعية ، لا تكبح ولا تنتزع .
يقول : << ترى هل وصلت إلى زمن أفنيت فيه عمري ، نفذت إلى لب الحقيقة ، أنتهيت إلى اليأس والقنوط ، كنت أشعر دائماً أنني مختلف ....، محاصر بكأنات لا أعرفها ، يخيل لي أنها تريد إفتراسي ، حولي رمال صفراء صاخنة من وهج الشمس ، تريد أن تبتلع جسمي ، جسمي يكاد أن يذوب من حرارتها ، أغمض عيني لحظة ، ثم أفتحها لا أرى أي شئ ، أحاول من جديد ، يعاودني صداع يكاد أن يفجر رأسي >> .
أستولى عليه شعور غريب ، يتنفس الصعداء ، متنهداً ، ضجر ، وبشعور بشمئزاز حزين صراع هائل يدور في صدره ، يا نكد الأيام ، يا مضاجع البلوى ، يخفي أحلام راقية عن حياة المستقبل الذي ملأه بالأمال العريضة ، مزيجاً من العواطف الناضجة وغير الناضجة التي لازالت في طور الشباب أو الطفولة التي تلامس أوتار النفس وتحرك مشاعر السعادة ولارتياح .
يتابع حديثه ويقول : << اتميز بالحساسية المرهفة ، وبمشاعر الزهو والفخار بالتصميم العنيد ،التي لازالت تلاحقني في كل مكان  ....  أنا باحث وكاتب وشاعر ومهندس وطبيب نفسي و ....  >> .
لحظة صمت بتفكر عميق ثم يسترسل في الكلام : << طفت أبحث عن نفسي ذلك الأنسان الذي كنت منذ أمد بعيد ، أو ذك الطفل النشيط ، أو ذلك الشاب الذي كان يحلم بكل أنواع السعادة والرفاهية ، أو الذي حلمت يوماً أن أكون ، فناديت في عالم المجهول وقلت وأنا مهموم :
أين أنا من هذا الوجود
أين السعادة أين العهود
أين المحبة  أيـن تسود
أعيش على أمل مسدود >> .
ثم يتنفس بإرتياح وتابع يقول : << كنت اعاني من نوبات ، من الكآبة الغامضة ، أو من سحابات الحزن الداكنة ، فأنكمش بائساً حزيناً ، اعتدت ان ابقى منفرداً متأملاً فيما حولي ، غير أن المسألة صارت أكثر تعقيداً وصعوبة في مواجة الأمور الحقيقية ، التي أصبحت صعبة التحقيق ، حين أجد نفسي عاجز في مواجهتها ، أنفق ساعات نهاري وليلي ، ساعات مرهقة لاجدوى منها تمر ، أيام ، أشهر ، سنوات ، يجب عليّ أن أقوم بعمل نافع بدل من هذه الساعات التي تمر عليّ وانا جالس على الطاولة أتصفح الأوراق والكتب ، عمل لا يطعم خبز ، صدق المقريزي عندما قال:
والدهر دهر الجاهـلـين وأمر أهـل العـلم فاتر  
                                  لا سوق أكسد فيه من سوق المحابر والدفاتر >> .
... ويتابع حديثه ويقول : <<نهاية الأمل والطموح شبه معروفة ، انها فكرة مخزية وتعاسة شائكة تسري في  افكاري ..... مستقبل الدراسة ، أصبح الفشل يظهر عليه ، الذاكرة تكاد معدومة ، علي أن اترك عبثية الطموح الذي أصبح لا فائدة منه ، صحيح أنه خزي وعار عليّ أن أضيع تعب تلك السنوات ، توجد أسباب لا يمكن أن تنسى أبداً ، أخطاء أو خطايا لاينفع معها الندم ، ولاينطبق عليها القول ‘‘ الذي فات مات ’’ ، أنه قول لا ينطبق على حالتي هذه ، أن الذي فات لازال حي في نفسي ، لا زال ينمو يوماً عن يوم ، يزيدني حزناً على حزن ، الطموحات والرغبات التي كانت تنمو داخلي ، الآمال والمباهج والأحلام ، تحولت الآن إلى شئ لا أفهمه ، أصبح جسمي يعلو محياه الشحوب ، النحافة زحفت عليه ، فأصبح كألقصبة الناشفة التي قطعت عن أمها ، أصبحت أشتبك مع نفسي ، مع رغباتها ، مع طموحاتها ، فتنكمش بأسة حزينة ، أراها وهي تغور ، لكنها تعاود الفوران بين حين وآخر ، وتفيق من أغوارها على شكل تنهيدات ، تبدؤ واضحة في بعض الاحيان ، في بعض القصائد ، والأحاديث ، أزجرها لكنها تعاود الظهور ، كنت أحمل شعوراً غامضاً ، ادرك احياناً ان هذه الحالة الكئيبة انما هي حالة مرضية ، لم تكن سوى حالة من التعبير عن الذات ، حالة مبالغ فيها ، أو حالة مرضية مستعصية ، انها حقاً ليست طبيعية ، لا بد من معالجتها ، من معرفة أسبابها ، ربما ان احد اسبابها ، او هو السبب الرأيسي فيها ، مفارقة الأشياء الظرورية للحياة ، فقدان العطف والشعور بالحنان والسكينة النفسية ، أستطيع أن أخرج من هذا المأزق لكني احتاج إلى نقود ، أنني مفيلس فقير معددوم الحال >> .
يتنهد ثم يتابع حديثه بعد أن صمت  فيقول : << كنت أتجول في شوارع جنوى ، أشعث أغبر ، مهموماً حائراً ، لا أعرف إلى أين اتجه ، فالسبل أستدت في وجهي ، من جميع نواحي الحياة ، لم أعد مفلح لا في الدراسة ولا في العمل ، وبدأت الهموم تتقاطب علي من كل النواحي ولاتجاهات ، الأعياء والشحوب علامات ظاهرة على وجهي أصبحت لم ارع أي هتمام أو عناية بهندامي ومظهري ، فتغنيت من ضيق الحياة وقلت :
أظلم ليلي وأنطفى فانوسي
ونهاري قد أشرق عبوسي
أمسيت في جنوى مكدوس
بــدون  نقـود أو فلــوس
ولم أزل بين مقرود ومتعوس >> .
ثم يتابع حديثه بعد أن صمت  فيقول : << في دماغي اترك الأحلام تأخذ مجراها كيف تشاء ، الخوف يعذبني ، الشعور بالفشل وضياع العمر في بلاد الغربة بدون نتيجة يرهقني ، أخذت أظهر بتعبير اللامبالاة ، الواقع اصابني بمرارة شديدة ، لكن يجب ان اتكيف معه ، ولو بشكل ساخر ، اجد في الانعزال رضى ، استمتع بواقعي المر ، ولكني قررت في قرارنفسي أن أستذكر وأن أستدرك  اعوماً ضاعت  بأكملها لم  أفعل فيها شئ ، واضع هدفي الأعلى تصب عيني . الناس لا تدرك ما أعانيه في غربتي ، لكن ساودعه الورق ، لافرج عني بعض من الغم المقهور الذي تعرى أمام خيالي ، سراع بين روحي وجسدي ، وقلبي ونفسي ، سأقول الحق بلا رياء ولو قيل عني أني مجنون ، دعني وشأني >> .
نهاية الفصل السادس

السبت، نوفمبر 13، 2010

مراسلات ليلى الجزائرية مع مغترب - الرسالة الاولي


مراسلات ليلى الجزائرية مع مغترب

الرسالة الاولي

بسم الله الرحمن الرحيم

يوم 10-04-95
إلى من هو عنوان رسالتي
السيد : المغترب
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وعلى آله واصحابة اجمعين
اما بعد:
رفعت قلمي لأكتب لك هذه الرسالة ، وانا لا أعرف من اين أبداء؟
 في الحقيقة لا أطيل عليك بجريدتي هذه وأبداء في الموضوع .
سيدي: لقد وجدت عنوانك في مجلة "العربي" وطبعاً انا من قراءها والمعجبين بها ، وكنت في الايام الماضية أبحث عن صديق يكتب عنوانه في المجلة لانني اعرف ان كل من يقرأها له ذوق عالي من ثقافة ومطالعة ، إلى ان كتبت أنت عنوانك ، وأنا لا اعرف إن كنت تقبلني صديقة لك.
أما ثاني شيء شدني إلى عنوانك هو أنني كنت بابحث عن صديق مغترب لانه بوحدانيتة وغربتة يقدر كل ما هو اصيل وعربي وهو بذلك يفيدني بنصائحه وخاصة وانني في مرحلة أحتاج فيها إلى صديق يقف إلى جانبي ..... وفي الاخير أحيل القبول لك طبعاً ، واليك اسمي الكامل :
 ليلى الجزائرية
المهنة: طالبة السنة الاولى جامعة إعلام آلي
السن : 20 سنة
الهواية : المطالعة ، الرياضة ، المسيقى العالمية بمختلف انواعها
العنوان: الجزائر

الرد على الرسالة الاولي
يوم 6-5-95
الآنسة ليلى الجزائرية المحترمة
تحية واحترام وشكر ، يسعدني أن أكتب لك هذه الرسالة راجياً المولى عز وجل ان تصلك وانت في أجمل صحة.
وبعد ، لقد تشرفت برسالتك اللطيفة التي بعثتيها لي في البريد المسجل ، ولكنها كانت مختصرة جداً. لقد ذكرتي في رسالتك انك في مرحلة تحتاجي فيها إلى صديق وفي يقف بجانبك ، ولكنك لم توضحي لى ماهب المرحلة او ما هي المشكة هذا ذا كانت هناك من مشاكل واتمنى ان لا تكون . أرجوان توضحي لي كل ماتحتاجينة وستجديني ان شاء الله الصديق الوفي الذي يقف بجانبك ويمد لك يد العون في كل ماتحتاجينة.
اكرر شكري لك على رسالتك الجميلة والى اللقاء مع رسالة آخرى من طرفك يكون فيها شرح اوفي.
تقبلي تحياتي مع خالص الشكر والتقدير.
صديقك المغترب.

أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية) - الفصل الخامس


أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية)
الفصل الخامس
5
تمشي به الاحداث
مهاجر
هكذا تلاعبت الأفكار في رأس أبي بدران ، فقرر الارتحال ، بعدما الحب اصبح مأواه الاندثار وطار ، فقال لابد من مغادرة الاوطان ، والبحث عن دار جديدة ولو في اخر البلدان ، او في عالم الجن والجان ، عند السحرة والكهان  .
فقرر السفر ، وجمع الحقائب والصرر ، وركب الطائرة على غرر، لاول مرة كسائر البشر ، متجهاً إلى ذلك المقر .
يقول أبو بدران : << كنت احلم بالسعادة ، وان أصبح نابغة ، وأن أنال الشهادات الرائدة ، في العلوم السائدة ، لذلك قررت السفر >>  .
قرر أن يكون له شأن ، ويصبح من الذين يشار اليهم بالبنان !! ، لكن الفشل دائماً كان له بالمرصاد ، ودائماً منه يصتاد  . ولكن السنين مضت تتلو بعضها ، وهو لا زال في بداية المشوار ، والعلم يقفز من امامه قفزات وهو يحبو خلفه كالحلزونة على جدار ، يقول : << هاجرت للعلم اطلبه فطار >> ويتابع فيقول متابع حديثه : << وأتضح لي أني أريد أن أكون كاتباً أو شاعراً أو رجل من رجال الثقافة والفكر ، فرافقتني هذه الرغية زمن طويل ، ليس هناك ما يمنع  أي أنسان أن يكون كيف ما يريد ، أن يكون المرء شاعراً هذا شئ ، وأن يكون شاعراً ناجحاً ومشهوراً هذا شئ آخر ، وحتى تصبح ناجحاً ومشهوراً تكون قد مت ، أن تصبح شاعراً ذلك مستحيل ، وشئ مضحك ومخجل ، ذلك ما أكتشفته سريعاً ، وتعلمت من الحياة ان الاهتمام بالشعر وبالمواهب الشعرية من التأثيرات النفسية والعاطفية ، هذا ما أكتشفته بعد أول  قصة حُـبّ  فاشلة ، وهذا ما اكتشفته مع الزمن >>   .
لكن مجريات الحدث والزمان ، وحظه المشئوم والحرمان ، أو سؤ الحظ والطالع النحس ، ساقاه إلى أرض الطليان ، ساقاه إلى ان ينام تحت شجرة ، يقض الليل مع النهار مدة شهر من الزمان ، يعمل في النهارعند أهل البرمجان ، يقطف البندورة حمراء كحب الرمان ، أو كالتفاح في بلاد الشام هكذا عاش غلبان... بعد ان فشل في امتحان الحساب وتحليل الاذهان ، وقرر ترك الدراسة والسوح في البطنان . لكنه تذكر وصيت والده رحمه الله ، قال له والده، ذات يوم وهو يوصيه : < يا بني لا تكون ضعيفاً ابداً في حياتك ، في اي شئ كان >  فكانت هذه الوصية هي زادة على مر الزمان. ومن ذكريات والده التي لا تزال عالقة في خياله ، تلك الرؤيا ، فقد رأى والده ، يرحمه الله ، رؤيا في المنام ، انه كان عنده ديكان ، ففر الصغير منهما ، وطار في عالى السماء ، وغاب عن نظره وهو يعلو في السماء ، متجهاً نحو الغرب .  وعندما ودعه ابوه واوصله الى المطار ، وراقب الطائرة وهي تعلو في جو السماء بتجاه نحو الغرب ، قال لابنه الاكبر ، يا بني هذا تأويل رؤياي من قبل ، وسأموت وانا لم أرى أخوك ، وفعلاً حدث ما تنبىء به ذلك الوالد الصالح .
نهاية الفصل الخامس

الأحد، أكتوبر 17، 2010

أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية) – الفصل الرابع

الفصل الرابع
4
الشاعر الهيمان
ابو بدران الشاعر الولهان ، الهيمان ، يتغناء بحبيبة بين الوديان وفي التلال والجبال والهيدان ، يقول حبيببتي :
ماذا اقول كان املي أن اتكلم معك ولكن حالت بيننا الآقدار ، أنت خليتيني أصبح شاعراً ، قلت فيك كثيراً من الأشعار اليك بعض منها :
شعاعاً صاطعاً
عندما اراك ، فكأنني رأيت ، بدراً منير
ارى في وجنتيك ، ماء الحياة
كأنه مصباحاً منير
ارى في عينيك شعاعاً صاطعاً
كأنه سهماً منير

مريت
مريت من عند دارهم
مريت صباحاً
مع طلعت الشمس
شفتها مثل الغزال
لما يهرب من اللمس
وفي احد اليالي عندما قرأت رسالتك قلت :
مع الأيام
وحدي مع الأيام         لا حبيباً على ذكراه انام
اساهر الليل وحدي على ذكرى ماضية سهام
اتقلب يميناً وشمالاً على فراش الأسى والألام
آه من ذكرى ماضية  مرت عليّ وأنا لا أنام

أذكرك
أذكرك حينما اوي لفراشي
أذكرك اياماً ماضية عليّ
أذكر كل كلمة وهمسة منك لي
أذكرك مع الربيع القادم
ومع تفتح كل زهرة
وفي اشراقة شمس الصباح
وفي كل نسمة هواء .

فراق
تباعدت بيننا السهول     وحال بيننا اللقاء
ومرت الأيام ، فسدت   علينا رحاب الفضاء
ولكن قلبي هذا مغرد بذكرها  تطفو فيه روح الغناء
طال بيننا اللقاء   فالى متى يطول اللقاء
انا يا رب حيرآن   فإلى متى اتعذب بالشقاء
مات حبي لما خنقت امانيه  فودع قلبببي في إنطواء
وآخر ما كتبت حينما قاطعتيني بالرسائل ولم اعد اراك.
تمني
يا ريت
يا ريتني عندكم جار     واجلس عندكم باستمرار
واسمع عنكم كل الأخبار   واعرف ما جرى وصار
ماذا غير الأحوال             امجافيني باستمرار
لا اقدر ان اكتب لك كل ما في قلبي يكفي ما كتبتة ، المهم انك تعرفي لماذا انا احبتك ، انك حتى الآن لم تعرفيني وانك خائفة مني ، انا باحبك حتى الموت وصدق الشاعر حينما قال :
احبك لا احب سواك مهما            قسى منك الفؤاد واستبد
افاق من خياله على الواقع الذي هو فيه ، تأملات في تلك الجميلة التي صعب الوصول اليها ، قال يكفي تأمل في ذلك العصفور الذي على الشجرة ، اذا أقتربت منه طار ، يجب ان اطير انا عنه واتركه على غصنه هانئاً.
نهاية الفصل الرابع

الأحد، أكتوبر 10، 2010

من قصائد ديوان أغصان الأيام

بعض من قصائد افتتاحية ديوان أغصان الأيام

شعري
شعري قابلٌ للقراءة
ملآن بالإثارة
في طياته مخزون مترع
مدهش أثاره
حتى إذا ما قرأته
شعرت بسعادة
وزال الهم عن قلبك
ولو بالبلاغة
ولو أن شعاره دائماً
الحزن ليله ونهاره !.
07/10/1994

زراعة افكار
سأزرع أفكاري على الورق
لعل يوم من الأيام البرعم ينبثق
وتشرق الشمس على حزني الأعمق.
12/2/1995

البحث عن الذات
بدأت أنقب عن ذاتي
بين أحزاني وآهاتي
وبدأت الآلام تأتي
دون إلقاء التحياتِ.
30/4/1994

فصول
أنا في ربيع العمر لم أقطف أزهاره
ثم أتى صيفي شديد الحرارة
تلته زوابع الخريف سلبني النظارة
فلم يبقر لي في شتاءي سوى الطهارة.
2/12/1994

الضياع
تاهت سفينة حياتي وتحطمت أشرعتها
في بحر الكون غرقت فمن الذي ينجدها
تدافع أليها الموج من كل صوب فأين تجدها
روحي تشبثت بالنجاة، فمنذ الذي يؤازرها
إليك ربي دعائي ،دائماً، الله هو الذي ينفذها.
16/1/1997

مشرد
لا بيت لي ولا وطن
مشرداً أصابني الوهن
الحياة حولي تفور فتن
ورأسي ملئ بالحزن
عز الشباب، قلب طعين
وجسم ناحل وهن
لا بيت لي ولا وطن
مشرد في الكون بين المحن
لله أشكو هذه الفتن
وأدعوه جنة عدن.
4/5/1997

إعتراف
اعترف أنني ليستُ بالذكي
وليس عقلي كبير كالعبقري
ولستُ محظوظ في حياتي
لكن عندي طموح جنوني
هو الذي سيهلكني.
16/1/1997

الأحد، سبتمبر 26، 2010

أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية) – الفصل الثالث

أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية) 
الفصل الثالث
3
الكاتب الفنان
بعد طول من التردد ، قرر في مخيلته بتودد ، اقتحام حاجزالخوف والخجل حتى يتبدد ، بإن يكتب لها رسالة فيها يعدد ، يبثها لواعج قلبه الولهان الذي  بها يتذبذب ، وأن يرى ردة فعلها بتهذب ، هل هي كما كان يتصورها في خياله ام لا تتعذب ، بدأ  يكتب لها الرسائل ثم يمزعها او يبقيها في جيبه ، ويتخيل أنها ترد على تلك الرسائل يتخيل ذلك بشعور يكاد يجعله يطير من الفرحة .
مرت الأيام ، وهذه الحلام تراوده بإنتظام ، ثم تلتها شهور وسنوات واعوام ، هذه الاحلام لا تفارق خياله على الدوام . كان يتصور انها تحبه ، وتبادة الرسائل ، وتكتب عن غرامها وحبها له .
سرح به خياله ، ذات نهار ، قال ساكتب لها رسالة غرام ، اروي لها فيها بهيام :
  }}حبيبتي :
اليك يا من جعلتيني اعيش في عالم الخيال والاوهام ، اليك يا ملاك في صورة انسان ، اليك يا منى روحي وقلبي ، اليك يا من اسلمتك روحي ووجداني وفؤادي ، اليك يا من أعيش من اجلك يا خير من اهوى ، اليك اهدي
 قول الشاعر : احبك لا احب سواك مهما               قسى منك الفؤاد واستبد{{   
افاق من خياله التعبان ، على الواقع الذي هو فيه حرقان ، تأملات في تلك الجميلة ذات العينان ، التي صعب الوصول اليها في كل اوان ، قال يكفي التأمل والحيرة ، في تلك العصفورة التي على الشجرة ، اذا أقتربت منه طارت وتركتني خلفها إشارة ، يجب ان اطير انا عنها غارة ، واتركها على غصنها هانئة غير محتارة، لكنه لم يستطع ان يقاوم ذلك الوسواس .
وذات يوم من الايام سرح به الخيال وقال يحدث نفسه ساكتب لك قصة حبي باختصار: لا اعرف متى احببتك ، ولكن قلبي دائماً كان يميل اليك ، كانت اسعد ايامي حينما تأتي على ذلك المكان ، كانت ايام سعيدة ، اذكر مرة اتيتي على ذلك المكان وكانت معك ابنة عمك ، هي ذهبت لتشتري بيض وانت بقيتي عندي في ذلك المكان ، هل تتذكري ماذا قلتي لي لا داعي لكتابتة ، واذكر مرة اخرى انك اتيتي عليّ في ذلك المكان وكانت في يدك ذبلة لما قلت لك هل أنت خاطبة ؟ ، عندما اجبتيني بابتسامة لازالت عالقة في خيالي ، ما اسعد تلك الأيام .
واذكر انك في السنة الماضية اتيت عليّ وانا في ذلك المكان يوم الأربعاء 09059 وفي الساعة الثالثة إلا ربع ، ومن بعدها وقعت في حبك واعتبر ذلك التاريخ هو تاريخ ما أحببتك .
ومن بعدها بدأت اكتب لك الرسائل ، كتبت لك رسالة يوم الأربعاء في السنة الماضية الساعة الرابعة وعشرة دقائق وبقيت في جيبي مدة من الزمن ثم مزعتها ، وكتبت لك رسالة أخرى بقيت في جيبي مدة من الزمن ، حينما مريت عليك وانت في البستان ، ورميتها ولا أعرف إلى أين مسيرها  هل انت اخذتيها ام لا ، اعتقد انك اخذتيها ، واخيراً وصل خبرها وعرفت انها عندك ، كانت الرسالة مجهولة لا عليها اسمي ولا اسمك لاني كنت خائف ان تنكشف اقول فيها :
} #  حبيبتي ... الغالية ، إن الحب يدفعني للامام ، يمنح مواهبي بالظهور للاعيان ويزيدني غبطة وسرور وامان ، ونشاط في خلايا الدماغ فلم اعد جبان ، حيث اني بهذه الرسالة اقتحم المجهول حتى اعرف نظرات العيون ، ماذا عني تقول .
حبيبتي لماذا لم اعد اراك هل نسيتيني ؟  هل نسيتي ذلك اللقاء عند حوض الماء ؟  ما هذا الجفاء 
حبيبك  المغرم  بهواك    {
واخيراً تفأجأت بردك على تلك الرسالةالذي تقولي فيه :
 } # #  عزيزي قبل ان ابدأ في هذا المكتوب ابعث لك من قلبي حبي يا عزيزي وأن شاء الله أن تكون في اتم صحة يا عزيزي ، وشكراً على المكتوب الذي القيته على الارض في 19119 بتقول بانني نسيتك انا فاكراك يا حبيبي أنا باحبك يا قلبي يا ناسيني يا عمري كل ما بشوفك باب الدار باكون سعيدة يا قلبيي منين انساك دا كلام يا ناسيني اتمنى لك النجاح يا عزيزي انا وانت حبايب يا عمري لكن حبك عذاب يا حبيبي . حبيبي يا عمري منى عيني انت نور قلبي ايه حبك يا ... انت ناسيني وانا فاكراك وبتعذب في حبك وانت لا تدري كل ما بشوفك بيشتعل نور قلبي وان حبك يا حبيبي حب كذب يا قلبي ليش ما بتبعث اي مكتوب وانا في انتظارك يا عمري حبيبي حياتي لا تبعد يا سعادتي حبك عذاب  وشكراً              حبيبتك .
كتبت لك المكتوب الساعه السادسه وانصف وكانت تغني ام كلثوم يا مصهرني  . {
كان ذلك هو اسعد يوم عندي ، يوم الخميس 13129 وهذا تأريخ أول رسالة منك لي.
وكتبت لك في نفس اليوم مساءاً حوالي الساعة العاشرة الرد عليها ولكنه وصل الى سلة المهملات قبل الوصول اليك ، ثم كتبت من جديد ، اكتب وامزع حتى استقريت هذه الرسالة ، وهذا نصها :
 } #حبيبتي :كم كانت فرحتي عظيمة برسالتك التي فتحت لي الباب الى قلبك انني كدت اطير من الفرح عندما اعطيتيني اياها .
حبيبتي الغالية : حب ايه الي انتي جاي اتقولي عليه ، لماذا لم اعد اراك يا روحي ما هذا الجفاء ، قلبي يحترق بنار حبك يا املي يا روحي ، ارجو ان اراك في اسرع وقت انني لم اعد اطيق الصبر عنك
حبيبك   {
وكان ردك عليها ، الذي فيه تقولي :
 } # #  عزيزي قبل ان ابدأ في هذه انا سعيدة خليك معايا يا نور عينيا  حبيب حياتي خفة الأمل يهرب قلبك ندم هي دي هيا فرحة قلبي نعم يا حبيبي نعم ايامي وايامي بعدك عدم بلاش عتاب انا لك على طول ، خذ عينيا وطل عليه بتقول خلاني احبك فكرك حاخبي واحير قلبك ، ابداً لا اقول كنت فين وانا فين جيت لي منين ولأيام كنت غايب عني فين نظرة عيني ، قلبي وقلبك كانوا بعيد يا غالي شغل بالي لو حكينا يا حبيبي منين نبتديء الحكاية دحنا قصة حبنا لا نهاية  شكراً         حبيبتك .
اهديك غناء عبدالحليم
وبقت كلمتين مش اكثر من سطرين
قلت لها رايحين وقالوا لي فين
وجاني الرد جاني والبقية تستناني
وقالت انا من الاول بقول لك ياسمر انا الّي بهوى
انا مش هوا  يا قلبي يا خالي جاوب عن سوالي ...غناء عبدالحليم  {
ثم أعطيتك الرسالة التاليه رد عليها  :
 } #  حبيبتي :لا اقدر ان اعبر عن الفرحة التي فرحت بها حين أخذت رسالتك الجميلة ، قرأتها وقرأتها مراراً وتكراراً ، انني حينما اخذتها لم افتحها لا في الدار ، عملت عليها اعتزال ، قرأتها فتبينت فيها كل الحب الذي في قلبك تبينت فيها صورتك التي لا تذهب عن خيالي ، تبينت فيها حبك لي ، انني احبك بكل ما في قلبي من حب ، يا حبيبتتي يا روحي يا نور عيني انني اشعر بالبهجة والسرور ، وان خيالك دائماً في بالي وانني احب اغنية عبد الحليم التي بعثتيها لي وابعث اليك باغنية له :
خايف ومشيت وانا خايف        على فرحة قلبي خايف
على شرفي وحبي                 وياما قلت لك انا
وحنا في عز الهناء  قلت لك يا حببيببي ...ثلاث مرات
لا قدر الفرحة ديا وحلاوة الفرحة ديا
خايف بين يوم وليلة مالاقيش بين يديا
تروح وتغيبب عليا     يا حبيبي
)) هل تريدي ان ابعث لك بكتاب غناء عند الحليم حافظ ؟((  
حبيبتي ابعثي لي بصورتك اذا كان عندك صورة .
اكتب لك هذه الرسالة في حوالي الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم الخميس  
                حبيبك{
وتليتها برسالة اخرى وصلتك في يوم الثلاثاء حوالي الساعة السادسة إلا خمسة دقائق اليك نصها :
 } #  حبيبتي يا روحي يا امل قلبي كم كنت سعيد برسالتك انني لم اعد اصدق انفسي بانك اصبحتي لي .
حبيبتي : انني سعيد جداً بك فأرجو منك ان تردي على رسالتي بأسرع وقت ، يا حبيبتتي لماذا انت تغيرتي ماهذا الجفاء لماذ لم تكتبي لي ، كل رجائي ان يصلني اي كلمة منك لاطفئ نار قلبي فالرجاء ان تكتبي لي ، واعلمي اني لم أتي مع الطريق عليكم الا لااراك . واتعس ايامي اليوم الذي لا اراك فيه ، واسعد ايامي اليوم الذي اراك فيه ، وانني حينما اراك يمتلىء قلبي بهجة وسرور واكاد من الفرح اطير ، وانني فرحاً بمحبتك لي وان قلمي وعقلي يعجز عن التعبير بحبي لك .
حبيبتي ابعث اليك بصورتي ، وارجو ان ترسلي لي صورتك   وشكراً .
انت الأمل الذي اعيش من اجله .
اسبقني يا قيبي اسبقني على الجنة الحلوة اسبقني
اسبقني وقل لحبيبي انا جاي على طول يا حبيبي
يللي تعذبت كثير اسبقني يا قلبي وطير اسبقني وقل لحبيبي
ياللايا قلبي يا اسعد قلب نملا الدنيا حب بحب  ..هذه اغنية لعبد الحليم
الحب كله حبيته فيك زماني كله انا عشته فيك  ...                               حبيبك {
وفي يوم الأثنين بعد طول من الانتظار ارسلت لك هذه الرسالة :
 } *  حبيبتي الغالية : ان الشوق يكاد يمزع نفسي قطعاً ، ما هذا الجفاء ماذا حدث ، انا باحبك حب طاهر وشريف ، خوفي من حبي يكون كلعب الأطفال معك .
حبيبتي وصلتك رسالتين ولم يأت اي رد عليهما ، اذا انت تحبيني ومخلصة لي في حب فأثبتي لي ذلك ، اكتبي لي ، أقول كل هذا بعد ان مللت من الانتظار في رسائلك ، وانت لما تريني تدخلي الدار ولم تخرجي منها حتى ابتعد عنك وبتقولي باحبك ، نعم كل رسالتي عتاب ، فلاتعتبي علي ، هكذا عمل في الحب وهو الذي يتكلم ، اصبحت مجنون ، حب يه الي بتقولي عليه ، اذا انت تحبيني ومخلصة لي في الحب اثبتي حبك لي وارسلي لي صورتك ، ارجو ان تردي الجواب لي بسرعة اني اكاد ان اجن يا حبيبتي.
هداء  ..  من اغاني فريد الاطرش
- حبابنا ياعين مهم معانا رحنا وراحوا عنا وما حدا منا اتهنا  .
ظل اذكرني ولا تنساني كل ما نسيت اذكرني ثاني  ... حبيبك{
وفي يوم الأربعاء ، في حوالي الساعة الواحدة والنصف ، بعد طول الانتظار تسلمت منك هذه الرسالة :
 } # #  حبيبي كل شيء يكون في الحب ، وكل شيء يحصل بالحب ، يا حبيبي يا اغلى الناس الى قلبي ، يا نور عينيا ، انا باحبك وأنا لم اتغير بل انت الذي اتغيرت يا حبيبي ، انا وانت ، كم انسان يحصل على الحب ، كل حبي واملي يا ليتني اقدر ان ابعث لك كل يوم رسالة لكن أنت عارف الحال يا حبيبي ، كل املي أن اراك كل يوم يا .... انا لم اكن اصدق ان الحب عذاب يا حبيبي انا باحك يانور عيوني يا حياتي ، ما انا لا قول بان حبك عذاب بل يكفي اعطيك رسالة يا حبيبي ، لماذا ياحبيبي كل رسالتك التي بعثتها عتاب لا يا حبيبي ، الا اغنية ام كلثوم فكروني ، كم احب تلك الاغنية ، يا حبيبي فين عطلت الثلاث ايام وافين كنت غايب يا حبيبي كم كنت مشتاقة لك يا حبيبي انت عمري انت حياتي انت قلبي يا احلامي يا حبيبي صورة ايه التي بعثتها كم كنت سعيدة بها لما وصلتني يا املي يا ابو قلب خالي يا حبيبي جاوب عن سوالي حبيبي كم كتبت لك رسالة لكنها لم تصلك ولم اعرف كيف اعطيها لك يا حبيبي اتمنى لك من قلبي النجاح شد حالك يا حبيبي ان شاء الله ان تكون دكتور او مهندس او صيدلي يا حبيبي انا حيرانة .                                حبيبتك .
اكتب لك هذه الرسالة الساعة الثامنة والنصف وكانت تغني ام كلثوم انساك دا كلام انساك يا سلام هذا مش ممكن ابداً يا حبيبي يا ...  انا بحبك يا عينيا يا حبيب قلببي  {.
ثم كتبت لك الرد التالي  :
}  #   حبيبتي : كم كنت سعيد برسالتك ، التي وصلتني بعد طول انتظار بعدما الشوق اليك عمل امراض في نفسي لماذا انت تغيرت لماذا لم تكوني مثل قبل فين بسمتك الحلوة يا حلوة ، لماذا لم تكتبي لي لماذا هذا الجفاء انني اريد ان اراك في اسرع وقت اريد ان احدثك بأمر هام جداً فالى اللقاء في ذلك المكان ارجو ان لا تتأخري انني اكاد من الشوق احترق ، يا روحي يا عيوني انت الحب الي احيا بنورة انتي الشوق الي مافيش غيره ابداً ابداً انتي فين وانا فين والحب فين يام العينين الحلوتين ، ارحميني لماذا لم تكوني مثل قبل ماذا حدث ارجو ان تردي على هذه الرسالة ولاتحرقي قلبي .
لك مني الشكر ودمتي سالمة الصحة يا روحي ...             .حبيبك المعذب {
ولما طال انتظاري تسلمت منك الرسالة التالية :
 } # #  حبيبي يا ناسيني يا اغلى الناس الى قلبي انت حبي وحياتي التي اعيش من اجلها يا حبيبي لماذا تغيرت ماذا حدث هل احببت غيري يا ... ابعث جواب الرسالة في اسرع وقت ، انا باحبك  يا عزيزي كنت تحبني ماذا جرى لك ، هل لم تعرف تقراء رسالتي بل هذه كتابتي ، يا حبيبي انا باحبك في كل صباح باتمنى لك نجاح يا عزيزي لماذا لم تبعث لي رسالة انا مشتاقة لك ، الى رسالتك يا اغلى الناس الى قلبي ، اذا غبت عن عيني فان صورتك لم تغب عني يا حياتي ، انا كل مابشوفك بكون سعيدة يا عمري يا روحي يا قلبي ، هذه رسالتي كل كلماتها عتاب ، كم أنا مشتاقة لك يا حبيبي ان مر الزمان فتذكر رسالتي يا ناسيني يا عمري كل املي ان اراك كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة يا عمري ، كتبت لك ثلاث رسائل لم تصلك ، يا حبيبي ارجوك انا في عذاب حبك وفي نار غرامك يا ابو عيون جرحت قلبي انت تفكرني سانسى رسالتك الى الابد يا عمري وصورتك منتهى سعادتي يا حياتي يا ...
بل هذه آخر رسالة تصلك مني يا حبيبي اني اراك تغيرت لماذا لم تبعث رسالة يا حبيبي انت تقول بانني تغيرت كيف ذلك ومن قال لك بانني تغيرت كفاية بانك لم تبعث اي رسالة ايه حبك يا ... ومن اين انسى حبك لا اعرف كيف ولكن من كل حبي وقلبي اتمنى لك نجاح وسعادة حتى لو كنت تحب غيري اتمنى لك سعادة وتوفيق ، اكتب لك هذه الرسالة الساعة السابعة والنصف من ليلة الثلاثاء   يا عمري
من غناء ام كلثوم:  فكروني ثاني عنك فكروني زاي هو انا انساك
كلموني ثاني عنك كلموني فكروني  يا حبيبي  {.  
كانت هذه آخر رسالة منك حتى الآن ، ثم كتبت لك رسالة وصلتك اقول فيها :
 #     }حبيبتي يا اغلى ناس إلى قلبي ، أنتي حبي وحياتي ، أنت دنياي التي اعيش فيها ، حبيبتي مالك لم تكوني مثل قبل ، لم اراك وانا عائد ولا يوم ، هل خبر ناس بحبنا أخبريني ، كانت رسالتك الماضيية هي آخر رسالة تقولي لي فيها - ( بل هذه آخر رسالة تصلك مني ) - ذنبي ايه انا جنيته حتي تكون آخر رسالة ، لماذا حبك هكذا ضلمتيني ارحميني مشان عيونك على شان الحب الذي بيننا ما يموت حبيبتي انا باحبك ، حب طاهر وشريف ، وانا خائف من آخر المشوار أن تكوني من نصيب غيري واخسر انا واكون من معذبين الحب ، او يكون حبي دمار علي رأسي مثل قول عبد الحليم حافظ في اغنيته موعود / واببتدأ المشوار ويا خوفي من آخر المشوار . وانا خائف من آخر حبنا .
أنت تنامي الليل هانئة وانا انام الليل سهران أقراء في رسائلك التي خدعتيني بها ، اتقلب يميناً وشمالاً ودموع عيوني على خدودي من ألم الأيام وحبك الكاذب ، اذا انت لم تحبيني لماذا علقتي قلبي بك لماذا لم تتركيني من قبل وخليتيني اعيش بعيد عن الحب ، لماذا تكتبي من قبل وتقولي لي باني باحبك والآن تركتيني حرام عليك ارحمي ، اسير هواك .
 رجائي اولاً واخيراً ان تردي على رسالتي هذه ولا تحرقي قلبي ، وان تخبريني هل يعلم احد باني اراسلك او لا ، وهل رسائلي التي بأبعثها لك عندك كلها وماذا عملتتي في الصورة ، وان تخبريني عن كل شيء ، حتى اذا كنتي من نصيب غيري اتمنى لك حياة سعيدة مع من تختاري ، اكتبي لي لننهي حبنا ونكون اصدقاء على مدى العمر ، كتبت لك هذه الرسالة الساعة الثالثة لا ثلث من صباح يوم الأربعاء ، اقول لك باني إلى الآن ما نمت ، ههديك اغنية عبد الحليم حافظ واببتدأ المشوار ويا خوفي من آخر المشوار هو للجنة ولا لنار .   وشكراً  المعذب  {.
وكتبت لك رسالة اخرى وهي آخر رسالة اقول فيها :
 #     } حبيبتي :ماذا اقول لك لقد استدت في وجهي السبل ، اقول بان حبنا فاشل ، حاولي ان تنسيني ، حاولي ان تنسي الذي يدور حول بيتكم ، ان هذه الأيام هي الأيام التي ستريني فيها هي ايام الأمتحانات ، وبعدها الله أعلم أين اكون ، المهم ان تذكريني كصديق ،.فبعد هذه الأيام سانتقل من هنا سارحل عن هذه الديار الى الابد .
احببنا بعض ولكن الأقدار لم تمكنا من اكمال مشوارنا ، انا احبك مهما بعدت او قربتي ، فوداعاً يا صديقتي فنحن بعد اليوم اصدقاء وليس احباب .
لكل شيء نهاية وحتى النهاية لها نهاية وهذه نهاية حبنا ، واطلب منك ان تسامحيني اذا انا اغضبتك في يوم من الأيام وانا لا اعلم .
آخر أسبوع اراكم فيه هو أسبوع الأمتحانات ، حاولي ان تنسي قصة حبنا .
هل عرفتي لماذا انا احببتك ، انا باحبك ، أنت تعرفي دون ما اكتب لك .
وداعاً ، انني كنت اريد أن أكتب لك أكثر من ذلك ولكن الورق لا يأخذ كل ما في قلببي ، كنت اريد ان اتكلم لك كل ما في قلبي لاستريح ولكن هكذا عملت فينا الأقدار ......            وسلام
وداعاً يا حبيبتي ، يا صديقتي على مدى العمر  وداعاً  وداعاً ....
( هذه آخر رسالة اكتبها )  الساعة الحادية عشرة وخمس وعشرين دقيقة ليلاً .....          صديقك  {.
نهاية الفصل الثالث