السبت، نوفمبر 13، 2010

أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية) - الفصل الخامس


أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية)
الفصل الخامس
5
تمشي به الاحداث
مهاجر
هكذا تلاعبت الأفكار في رأس أبي بدران ، فقرر الارتحال ، بعدما الحب اصبح مأواه الاندثار وطار ، فقال لابد من مغادرة الاوطان ، والبحث عن دار جديدة ولو في اخر البلدان ، او في عالم الجن والجان ، عند السحرة والكهان  .
فقرر السفر ، وجمع الحقائب والصرر ، وركب الطائرة على غرر، لاول مرة كسائر البشر ، متجهاً إلى ذلك المقر .
يقول أبو بدران : << كنت احلم بالسعادة ، وان أصبح نابغة ، وأن أنال الشهادات الرائدة ، في العلوم السائدة ، لذلك قررت السفر >>  .
قرر أن يكون له شأن ، ويصبح من الذين يشار اليهم بالبنان !! ، لكن الفشل دائماً كان له بالمرصاد ، ودائماً منه يصتاد  . ولكن السنين مضت تتلو بعضها ، وهو لا زال في بداية المشوار ، والعلم يقفز من امامه قفزات وهو يحبو خلفه كالحلزونة على جدار ، يقول : << هاجرت للعلم اطلبه فطار >> ويتابع فيقول متابع حديثه : << وأتضح لي أني أريد أن أكون كاتباً أو شاعراً أو رجل من رجال الثقافة والفكر ، فرافقتني هذه الرغية زمن طويل ، ليس هناك ما يمنع  أي أنسان أن يكون كيف ما يريد ، أن يكون المرء شاعراً هذا شئ ، وأن يكون شاعراً ناجحاً ومشهوراً هذا شئ آخر ، وحتى تصبح ناجحاً ومشهوراً تكون قد مت ، أن تصبح شاعراً ذلك مستحيل ، وشئ مضحك ومخجل ، ذلك ما أكتشفته سريعاً ، وتعلمت من الحياة ان الاهتمام بالشعر وبالمواهب الشعرية من التأثيرات النفسية والعاطفية ، هذا ما أكتشفته بعد أول  قصة حُـبّ  فاشلة ، وهذا ما اكتشفته مع الزمن >>   .
لكن مجريات الحدث والزمان ، وحظه المشئوم والحرمان ، أو سؤ الحظ والطالع النحس ، ساقاه إلى أرض الطليان ، ساقاه إلى ان ينام تحت شجرة ، يقض الليل مع النهار مدة شهر من الزمان ، يعمل في النهارعند أهل البرمجان ، يقطف البندورة حمراء كحب الرمان ، أو كالتفاح في بلاد الشام هكذا عاش غلبان... بعد ان فشل في امتحان الحساب وتحليل الاذهان ، وقرر ترك الدراسة والسوح في البطنان . لكنه تذكر وصيت والده رحمه الله ، قال له والده، ذات يوم وهو يوصيه : < يا بني لا تكون ضعيفاً ابداً في حياتك ، في اي شئ كان >  فكانت هذه الوصية هي زادة على مر الزمان. ومن ذكريات والده التي لا تزال عالقة في خياله ، تلك الرؤيا ، فقد رأى والده ، يرحمه الله ، رؤيا في المنام ، انه كان عنده ديكان ، ففر الصغير منهما ، وطار في عالى السماء ، وغاب عن نظره وهو يعلو في السماء ، متجهاً نحو الغرب .  وعندما ودعه ابوه واوصله الى المطار ، وراقب الطائرة وهي تعلو في جو السماء بتجاه نحو الغرب ، قال لابنه الاكبر ، يا بني هذا تأويل رؤياي من قبل ، وسأموت وانا لم أرى أخوك ، وفعلاً حدث ما تنبىء به ذلك الوالد الصالح .
نهاية الفصل الخامس

ليست هناك تعليقات: