الاثنين، ديسمبر 13، 2010

أبو بدران يبحث عن الآمان (رواية) - الفصل السابع


أبو بدران يبحث عن الآمان )رواية( - الفصل السابع
الفصل السابع
7
في معترك الحياة
قرر أن يدخل معترك الحياة ، وأن يواجه الصعاب والعقبات ، مهما كلفه ذلك ، وهل يكلفه أكثر من حياته كلها ، هي حياة واحدة لا أكثر ، أو هي الكابوس الحقيقي على مشارف الجنون ، أو هي الجنون نفسه ، أليس المجانين أولاد ناس؟! .
وهكذا تمضي بابي بدران الحياة كغيره من البشر الأشقياء ، الذين عانوا من عناء الدنيا التي كتبت عليهم ، يضع نفسه موضعها من الحياة ، يحاول أن يواجهها بالشجاعة والصبر ، لكن تخر قواه ، وتضعف حيلته ، أمام الواقع المشئوم الذي لا يقدر على تحمله ، فينادي مستغيثاً :
مأسي ليس لها حدود
نبني  لها  السدود
تفيض علينا بجود
لكن لا أحد يسمع نداه ، ولا أحد يستجيب له ، يقف وحده  يواجه الدنيا ومشاكلها ، لا من مساعدٍ ولا من مواسٍ .الناس أصبح لا عهد لهم ولا وفاء ، ليس لهم اخاً أو قريب أو حميم ، عندما تصيبك مصيبة أو يحدث لك طارئ ما ، أو تحتاج لهم في شئ ، تبدؤ الحقيقة وتتعرى أواصر الود ، وتبدأ المعاذير في الظهور ، حتي أصبح الأنسان مصاب بالأمراض العصبية.
هكذا أبو بدران يتذمر من الحياة ويندب حظه الشقي ، إذ أن الناس ذا أشكال واختافات في الأراء والأفكار ، منهم المتفأل الناظر إلى الدنيا نظرة سعادة وسرور ، ومنهم المتشائم الناظر اليها بالنظرة السلبية ، والكل له وجة نظره الخاصة ، ومعياره الخاص الذي يقيس به الأشياء والأشخاص الذين يحيطون به ، وكم من نظرات سريعة ذات طابع متفائل أزاحت بصاحبها إلى الهاوية من حيث لا يدري ، وكم من نظرة متفائلة جلبت إلى صاحبها الشقاء والهموم تتراكم عليه وهو في غناء عنها .
اما أبو بدران فهو من الذين دائماً ينظرون إلى الدنيا بنظرة المتشائم ، ومن الذين يتذمرون من الدنيا ومشاكلها ، فغلب عليه هذا الطابع ، حتى سماه صديقه البسّام الضاحك ، بالشاكي الباكي ، يقول ابو بدران :<< أحزان عمري تتجمع علي ، أحاول الفرار منها ، تلاحقني فلا تتركني ، أبكي فابكي فازداد حزناً ، الحظ السئ صنع مني فتىً جلداً وعلمني التعود على الشدائد >> .
نهاية الفصل السابع


ليست هناك تعليقات: