الأحد، أغسطس 29، 2010

هذا عربي

من ديوان "أذكار الصحف"

هذا عربي
رأيته وفي وجهه علامات البؤس والشقاء،
رايته وهو ينزل من حافلة ويصعد في أخرى،
وفي يده حقائبه،
يجوب الشوارع بمشيته المستعجلة ،
ينظر الى الناس فيزداد بؤساً على بؤس،
والم على المه،
رأيته ببشرته السمراء
وملابسه الرثة ،
عرفه من هيئته
من لون وجهه،
من علامات الشقاء المرتسمةعلى جبهته،
على ملامح وجهه
هذا عربي.
رايته واقفاً يبيع على الماره
اشياء في يده ،
ينظر اليهم ، فيزداد الم على الم ،
 وبؤس على بؤس
انه لم يبع شيئاً،
الناس تنظر له في زدراء،
عرفه بيهيئته
ومن ملامح البؤس في عينيه،
إنه عربي.
رأيته وفي أذنه القرط
وفي يده قيتارة
وهو يعزف عليها
في الحافلة العمومية
مقلداً فريد الاطرش
والناس تنظر اليه بإحتقار،
عرفته
هذا عربي.
رأيته وهو في الطابور
صاف على انتظار
انهاء معاملة حق الاقامة
يستنظر دوره تحت وهج الشمس
والشرطي ينهره
لينظم الصف
لان بشرته سمراء
ويسمح لغيره بالمرور
لان البشرة البيضاء
تفضل الطابور الاول على اليمين
رايته صامت لا يتكلم
لكنه عندما يتكلم
ينهره العسكري
اول صف
لما يأتي دورك
عرفته
هذا عربي.
جنوا 7/3/ 1990

ليست هناك تعليقات: